كيف نتعلم ذاتيا........؟
يمكن للمرء أن يتعلم ذاتيا من خلال تحديد مجال معين للتعلم يرغب فيه إلى جانب مستوى معين يريد الوصول إليه وعليه فإنه يمكن القول إن المتعلم ذاتيا يجب أن يتبع بعض الخطوات ومن أهمها:
(1) أن يقوم المتعلم بتحديد ما يريد أن يتعلم بصورة دقيقة بعيدا عن العشوائية فإذا تناولنا مجال اللغة فإن على المتعلم أن يحدد ماذا يريد أن يتعلم، هل يريد أن يتعلم المحادثة...؟ هل يريد أن يتعلم القواعد....؟ هل يريد تعلما شاملا للغة وذلك منعا لتشتيت المتعلم وكذلك مساعدة له في تحديد المصادر التي سوف يرجع لها.
(2) أن يبدأ المتعلم في ما يمكن أن تتم تسميته "التعلم على البارد" وهو ما يعني قراءة العديد من الموضوعات في المجال الذي يريد أن يبدأ فيه دون أن يكون ذلك من ضمن عملية "التعلم الساخن" أو المقصود بها التعلم الحقيقي والفعلي وذلك من أجل أن يضع المتعلم نفسه في الإطار الأساسي للموضوع الذي يريد أن يتعلمه، أي أن الغرض الرئيسي من هذه الخطوة هو تكوين خلفية عامة عن موضوع التعلم دون أن يكون تعلما ذاتيا مقصودا ومبرمجا.
(3) أن يلجأ المتعلم في البداية إلى تحديد مستوى معرفته في الموضوع الذي يريد أن يتعلمه ويمكن في هذا السياق السلوك على ناحيتين:
أ- أن يلجأ إلى أحد المتخصصين من أجل تحديد المستوى وكذلك تقديم الإرشادات فيما يتعلق بالتقويم الذاتي.
ب- أن يقوم هو نفسه بإجراء تحديد المستوى وكذلك تصميم أساليب التقويم المختلفة التي يراها هو مناسبة وذلك يتوقف على درجة إدراك المتعلم لطبيعة المادة التي يتم تعلمها ويصلح هذا الأسلوب في حالات الراشدين لا الأطفال.
(4) اختيار الوسائل التي يمكن من خلالها التعلم وذلك يتطلب أن تكون الخطوات السابقة قد تم تنفيذها بدقة فإذا لم يدرك المتعلم ماذا يريد تعلمه وإذا لم يعرف مستواه فإنه لن يكون قادرا على اختيار الوسيلة المناسبة من أجل أن ينال المعرفة التي يريدها وبالتالي فإن تلك الخطوة تعتمد بالدرجة الأولى على الخطوات التي تسبقها.
(5) تحديد جدول زمني للمتعلم يتم فيه تقسيم المجهود التعلمي على عدد معين من الساعات أو غيرها من الأساليب التي يراها المتعلم مناسبة مع ضرورة ألا يفرط المتعلم في تقدير قدراته الذاتية أي لا يقوم بتحديد كم كبير على وقت قليل أو العكس لما قد يسببه السلوك الأول من إحباط وما يؤدي إليه السلوك الثاني من هدر غير مبرر للوقت، وهنا يجب على المتعلم أن يترك لنفسه فترة معينة في بداية عملية التعلم يقيس فيها قدراته على الاستيعاب ومدى تأثير العوامل الخارجية من مشاغل اجتماعية وغيرها على عملية التعلم حتى يصل إلى المعادلة المناسبة من مساحة زمنية وحجم العمل المطلوب إنجازه.
(6) إجراء نوع من التغذية المرتدة أثناء عملية التعلم من حيث تعديل الوقت إذا كان غير ملائم أو اللجوء إلى وسائل تعليمية مختلفة إذا كانت المستخدمة في البداية غير كافية وغيرها من طرق تحسين الأداء في أثناء العملية التعلمية وهو الأمر الذي يتطلب تقويما مستمرا من جانب المتعلم لقدراته ودرجة تطورها ما يعني أن المتعلم هو مقياس نفسه في تلك العملية التعلمية.
(7) إجراء التقويم النهائي عند إتمام العمل المفترض إنجازه ويمكن هنا اللجوء إلى التقويم الخارجي من أجل التعرف على مستوى الأداء أو إجراء التقويم الذاتي.
(
بصفة عامة تتطلب عملية التعلم الذاتي قدرة وقوة إرادة من جانب المتعلم وعدم ترك النفس تستجيب لأية عوامل محبطة من بينها التعثر لفترة طويلة وعدم القدرة على متابعة عملية التعلم وهو ما يحدث وبخاصة في منتصف العملية وكذلك عدم السماح للإحباط جراء التعثر في التحصيل حيث أن الحل في يد المتعلم بتغيير الطريقة وكذلك عدم الاستماع إلى حديث الآخرين الذي قد يبدو محبطا.